فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ دَخَّلَتْ إِلَى الْغُرَفَةِ وَحَدَّي .. تَأَمَّلَتْ سَرِيرُكَ فَإذاً بِهِ فَارِغَا مُرَتِّبَا .. لَا يَبْدُو أَنَّه فِي اِنْتِظارِ وُصُولِكَ .. ربما كَانَ يُعْلِمُ بِرَحِيلِكَ .. جَلَسَتْ فِي صُمَتِ .. الْهُدُوءَ يَمْلَأُ الْمَكَانُ .. الْوَقْتَ متأخر .. وَأَنَا مستيقظة .. أَنْتَظِرُكَ .. مَعَ عَلْمِي بِأَنَّكِ لَنْ تَأْتِي .. أَغْمَضَتْ عَيْنَِي وَاِنْتَظَرَتْ أَنْ يَأْتِيَ صَوْتُكَ ليأمرني بإطفاء الْمِصْبَاحَ .. أَوْ أَنْ اِسْتَيْقَظَ عَلَى نِدَاءَاتِكَ ثَمَّ يَأْتِيَ سُؤَّالُكَ " إيمان هَلْ أَنْتِ خَائِفَةً ؟؟".. أَعلمَ جَيِدَا مِنْ كَانَ الْخَائِفُ بَيْنَنَا .. أَنَا أَمْ أَنْتِ .. أَطْفَأَتْ النَّوَرُ .. وَاِسْتَلْقَيْتُ فِي مُحَاوَلَةِ لِفِّهُمْ الْوَضْعَ .. أَوْ بالأحرى تَقَبُّلَهُ .. حَاوَلَتْ إقناع نَفْسُِي بِأَنَّكِ رَحَّلَتْ .. وَبِأَنْ سَرِيرُكَ سَيَبْقَى فَارِغَا بَارِدَا مُرَتِّبَا مُشْتَاقَا إِلَيكِ .. عَلَّمَتْ أَنَّنَا لَنْ نَتَشَاجَرَ مُجَدِّدَا .. وَلَنْ نَتَحَدَّثُ قَبْلَ النُّوَمِ مُجَدِّدَا .. وَلَنْ أُهْدِئُكَ عندما يَتَمَلَّكُكَ الْخَوْفَ مُجَدِّدَا .. فَقَدْ رَحَّلَتْ .. تركتني هُنَا وَذَهَّبَتْ لِاِسْتِقْبالِ حَيَاةِ جَديدَةٍ .. الْآنَ ستعيشين مَعَ شَخْصِ آخر .. فِي بَيْتِ آخر .. وَعَالَمَ آخر .. اِشْتَقْتُ إِلَيكِ كَثِيرَا .. وَاِكْتَشَفَتْ أَنَّكِ كَنَتْ بِجَانِبِيِ دَوَّمَا دُونَ أَنْ أَشْعُرَ بِأَنَِّي أَحُبَكَ .. لَمْ أُعْرَفْ مَدًى حَبِّيِ لَكَ وَاِكْتِرَاثَي لِأُمِرُّكَ إلّا بَعْدَ رَحِيلِكَ .. هَكَذَا نَحْنُ الْبِشْرَ .. لَا نُشْعِرُ بِقِيَمَةٍ الأشياء إلّا بَعْدَ فُقْدَانِهَا .. الْيَوْمِ لَمْ يَعِدْ مَعَِي فِي الْغُرَفَةِ الصَّغِيرَةِ سِوَى طَيْفِكَ .. وَبَعْضُ الصَّوَرَ الَّتِي تَجَمُّعَنَا.. صَوَرَ تَرَوِّي حكاِيَاتِ عَنَّا .. صَوَرَ مِنْ كُلَّ فَتْرَاتِ حَيَّاتِنَا .. لَنْ أَطْلَبَ مِنْكِ الرُّجُوعَ .. بَلْ كُلَّ مَا أَطِلَبُهُ هُوَ أَلَا تَنْسَيِنَّي .. أختي بَارَّكَ اللهَ لَكُمَا وِبَارَكَ عَلَيكُمَا وَجمعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرِ
الْعِمَادِ
0 التعليقات:
إرسال تعليق